جبنة وطماطم!
Updated: Oct 5, 2020

أوائل صيف ١٩٨٢ نتيجة الإبتدائية طلعت النهاردة، جبت ٩٦٪! نتيجة عظيمة بالذات في عيلتنا اللي كانت عايشة في التمانينات (٨٠٪ يعني). أمي ابتسمت وقالت لي مبروك، واللي يعرف أمي الله يرحمها يعرف ان "الابتسامة" دي حاجة مش بالساهل! ومابتطلعش الا للشديد القوي. وابويا فرح اوي لما عرف. قعدت أمني نفسي بهدية فخيمة، وبعدين قلت لنفسي لا ياواد! الهدايا قيمتها بتروح مع الوقت، خليك في الكاش! ٩٦٪ دي تجيبلك تلاتة جنيه على الأقل، ويمكن أبوك يقايس ويخليهم خمسة! شوية ولقيت مافيش حاجة بتحصل! لا فيه لحاليح بتطلع ولا هدايا بتتحدف... "عاوز تاكل؟" صوت أبويا جاي من المطبخ، قلت لنفسي آآآه .. الموضوع لا هدايا ولا فلوس، دي حتقلب عشوة محترمة. وماله؟ بس حيلحقوا يدبحوا الخرفان دلوقت؟ ولا حيجيبوا كباب جاهز؟! شوية ولقيت ابويا داخل علي بطبق فيه رغيف جبنة بالطماطم! إيه ده ياحاج؟!! هو أنا سقطت وأنا مش واخد بالي؟! بصيت لأبويا بمنتهى الحزن وخيبة الأمل، الراجل حس اني كنت مستني حاجة أفخم من كده، قام مميل علي وقايل لي "إيه؟ عاوز جبنة زيادة؟" أوائل صيف ٢٠١٠ مع ال executive management بتوع الشركة في روما. قدرنا نوصل ل١٠٠ مليون دولار مبيعات للفرع بتاعنا في سنة واخدة، وده رقم يخلي الفرع من أحسن الفروع على مستوى العالم. وبالمناسبة دي سافرنا روما نقابل رئيس الشركة (و) اللي حيتعشى معانا ويحتفل بينا. (و) باشا قرر اننا مانتعشاش في الفندق ولا في مطعم ايطالي من الفخمين. الراجل قال لنا "بما اننا النهاردة بنحتفل وبنتكلم كأصدقاء مش زملاء عمل، فأنا حاخدكم على المطعم اللي انا باحب اتعشى فيه مع عيلتي او مع اصحابي." وصلنا المطعم، مساحته صغيرة يادوب يساعنا، حظنا حلو انه كان يوم وسط الاسبوع والمكان كان فاضي. الترابيزات والمفارش قديمة والشوك "مضعضعة". (و) قراني على طول! لقيته بيميل علي ويقول "ايطاليا زي اسكندرية، الاكل الحلو تلاقيه في المطاعم الصغيرة اللي بس الطلاينة يعرفوها. المطاعم الكبيرة دي بس للسياح "الغشم"". (و) طلب لنا بيتزا مارجريتا وشوية حبشتكانات طلياني، وقعدنا نتكلم. الجرسون جه ومعاه البيتزا، أول ما اتحطت قدامي افتكرت أبويا الله يرحمه، وافتكرت ليلة نتيجة الابتدائية، ٩٦٪ ... وعيش سخن مع جبنة وطماطم، والنهاردة ١٠٠ مليون دولار ... وبرضه عيش سخن وجبنة وطماطم!! سرحت في الدنيا العجيبة اللي دائما بتورينا ان كله محصل بعضه، لو رضينا بحالنا حنعيش متهنيين، ولو قلنا مش عاجنا حنشقى ونحزن وفي الآخر اللي ربنا قاسمه لنا هو االلي حيكون. ما انتبهتش الا والجرسون شايل الجبنة الموتزريلا والمبشرة و مميل علي وبيقول لي "عاوز جبنة زيادة؟" #وخد_من_أخوك